الخميس، 5 نوفمبر 2009

انخفاض مستوى التضحية وارتفاع مستوى الخلاف

التضحية هي ارقى صور العلاقات الزوجية بل جميع العلاقات الانسانية وفي هذه الطلالة سوفى نتناول علاقة انخفاض مستوى التضحية بين الزوجين بارتفاع مستوى الخلافات الزوجية .
يمكن فهم التضحية على انها العطاء خارج نطاق الواجب وهذا العطاء غالبا ما يصاحبه الم نفسي اونسبة خسارة مادية .
في احد الاستشارات التي وردتني لزوجين لم يمضي على زواجهما اكثر من 3 اشهر طلبت الزوجة من زوجها ان يحظر لها خادمة منزلية فأعتذر الزوج لها بان وجود العاملة سوفى يعكر عليهم صوفى الخلوة وهم في بداية حياتهم الزوجية بلاضافة لعدم وجود حاجة ملحة لها ، اصرت الزوجة على موقفها في طلب الخادمة واصر الزوج على رفضه وانتهت المشكلة بانفصالهما بعد زواج لم يدم اكثر من 6 اشهر .
عناد من الزوجة وعدم تفهم يقابله تعنت من الزوج وعدم دبلوماسية في التصرف تنهي علاقة زوجية .
وهنا يأتي دور ما نتحدث عنه من تضحية لطرف في سبيل اسعاد الطرف الاخر .
التضحية مطلوبة من الطرفين وبدون حساب لدرجة الخسارة بل منظورها الاول هوالربح وما تحققه هذه التضحية من استقرار واستمرار للحياة الزوجية .
ليسى هناك حدود للتضحية من احدى الزوجين لاخر من جهتين
1- من الجهة العامة والتي لا تخضع فيها التضحية لمستوى معين من العطاء فقد يكون ما يحسبه شخص ما تضحية فيما يملك من امكانيات لا يعتبره اخر ذوقيمة .
2- من جهة خاصة تعتمد التضحية على خصوصية كل شحص .
هل هناك عوامل معينة ترفع من مستوى التضحية ؟
لاشك ان هناك الكثير من العوامل التي تفع من مستوى التضحية وهذه العوامل يجب الاهتمام بها وتنميتها بشكل مستمر كي تثمر عن رفع مستوى التضحية بين الزوجين وتسعد بها حياتهم الزوجية وابرز هذه العوامل هي :
1- المودة فلا نتصور تضحية من احدى الزوجين للاخر بل من اي احد تجاه اخر طالما لا توجد مودة بينهما اذا كلما ارتفعت وتيرة المودة بين الزوجين كلما قدم احدهم للاخر مزيد من التضحيات .
2- الشفافية وتعني الانكشاف للاخر بشكل لايدع مجال للشك والغيرة وتعني من جهة اخرى وضوح الرؤية في جميع المواقف الحياتي وعدم ترك المجال للتأويلات والتفسير السلبي .
3- العطاء والكرم كلا الزوجين ينتظر من الاخر ان يعطي من نفسه بلا حدود وان لا يتوقف هذا العطاء وينبغي ان يكون العطاء ناتج من الاحساس والشعور بحاجة الطرف الاخر لا ننتظر الطلب اللذي يكون معه العطاء نوع من ردة الفعل الطبيعية ( الكرم ما كان ابتداء اما ما كان عن مسألة فحفظ لماء الوجه )
4- الطاعة ونعني بها الاستجابة المتبادلة للطرف الاخر مع الحفاظ على مستوى الخصوصية في الافكار والمواقف الا ان العصيان والتمرد او في الحد الادني التذمر سيقلل من مستوى التضحية .
هل هناك حدود للتضحية او بمعنى اخر عندما نطالب بالتضحية من الطرف الاخر وهو وان كان امر يتنافى ومبدأ التضحية فما هي الحدود التي نقف عندها فلا يعتبر ما نقدمه ذو قيمة وان كان عظيما ؟
نعم الكرامة هي الحد الفاصل للتضحية فعندما تنتهك كرامة الشخص مقابل ما يقدمه من عمل فان ما فدمه تجاوز حد التضحية وعليه ان يقف عنده فهو امر لا يقبله الله لنا ان نهدر كرامتنا على باب التضحية .
بقي ان نشير الى نقطتين في هذا الطرح .
اولها : ان يدرك المضحى من اجله قيمة ما قدمه شريكة من تضحية له وذلك من خلال منظور المضحي لا المضحى له فعلى سبيل المثال ترى الزوجة ان قبولها بشريكة اخرى تضحية ذات قيمة عالية وعلى الزوج ان يقدر لها هذه التضحية وليسى عليه ان ينظر لهذا القبول وانه مجرد استسلام للأمر الواقع .
ثانيا : ان لا ينتظر المضحي من الطرف الاخر مقابل لتضحيته وان فإن التضحية حينها تتحول الى تبادل مصلحة مثلها مثل اي موقف حياتي اخر .
راجيا من الزائرين الكرام ابداء وجهة نظرهم في نقاط الطرح ولهم جزيل الشكر والامتنان
ابو كمال

هناك تعليق واحد:

  1. اول حاجه ما اشوف داعي وضعك للايميل با اخر المطاف لاني بحسبه تشبيك لي ولغيري

    ثانيا كلامك جدا سليم ومنطقي وترا الزوجه تضحي وتهدر كرامتها اكثر من الرجل بمجتمعنا الشرقي لانه ممكن يكسرها فبيده الامور كلها

    فغصبا عليها ترخي مو برضاها .... الرجل بنظره قيمومته تخليه يتعدى ويتقوى على المرا

    اكره الرجال واحتقر كل من لايقتنع ولا يقبل بما توفر له

    ردحذف