الجمعة، 26 فبراير 2021

ثقافة العيب ومشكلة الجهل

 تنظر البيوت العربية إلى التربية الجنسية على أنها عيب؟!

وهل البرامج التي تعنى بالتربية الجنسية تدمر الشباب والمراهقين

وتشوه ثقافتهم؟

نحن عندما نتحدث عن  الجنس بانه عيبأ يجب علينا حينئذ أن لا نناقشه؛إن هذا نابع من خوف الوالدين على أولادهما ورؤية البعض بأن الشخص يجب أن يعلمه عندما يحتاجه وعند الوقت المناسب لممارسته وتطبيقه .

لا شك أن الجنس هو وظيفة بيولوجية تحدث لدى جميع وهي وظيفة كالوظائف الأخرى مثل التنفس والتعرق يجب علينا أن

نرعاه منذ البداية. كما أن الربط بين التربية الجنسية والإباحية مفهوم خاطئ فالتربية الجنسية، ونعني بها تعلم وظائف الأعضاء التناسلية ومايتعلق بها من مسائل جنسية كالجماع والحيض والحمل والولادة

مهم جدا أن يحيط بها أبناؤنا .

وقد أدرجت كثير من الدول غير الإسلامية مادة التربية الجنسية في مناهجها الدراسية، أما الدول الإسلامية فما زال معظمها محجماعن تدريس هذا النوع من التربية، وما تزال مجتمعاتنا المسلمة تتجنب الخوض في هذه المسائل نظرا لحساسيتها الاجتماعية، ولأن الحديث عنها يثير الغرائز، ويوقع بالحرج !

ولهذا نجد نسبة غير قليلة من البنات والشبان في مجتمعاتنا المسلمة يصلون إلى سن الزواج وهم لا يعرفون شيئا عن عن وظائف اعضائهم الجنسية معرفة صحيح  أو يعلمون عنها معلومات خاطئة، أو لا يعرفون حدود الحلال والحرام فيها، وقد تبقى الأمور غائمة هكذا حتى ليلة الزفاف حيث يكتشف العروسان فجأة أنهما لا يعرفان ما ينبغي عليهما فعله!

وكم من زواج قد فشل بسبب إخفاق أحد العريسين أو كليهما في ليلة العمر.ولهذا نرى ضرورة لعب الوالدين دورهم في التربية الجنسية لتعليمهم  المفاهيم، لأنها تقي الجيل الجديد من الوقوع في الحرام، وقدتضافرت النصوص المختلفة من الكتاب والسنة في الدعوة إلى تعلمالأحكام المتعلقة بالجنس لما لها من مساس عميق بحياة الإنسان، ولأنها تعلق بالكثير من العبادات .

ولكن يشترط أن تراعي في التربية الجنسية الآداب الشرعية، وان براعي العمر فيختار لكل مرحلة عمرية ما يناسبها من معلومات،وأن تترافق هذه التربية بإذكاء الوازع الديني، وبان حدود الحلال والحرام في الممارسات الجنسية، مع التحذير من الأمراض الجنسية الخطيرة التي تنتج عادة عن الممارسات الجنسية المحرمة والشاذة .

فهذا أولى من ترك الصغار يتعلمون أسرار العلاقات الجنسية بالخفاء،ومن خلال المواقع الاباحية او اصدقاء السوء بعبدا عن أعين الكبار من آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم، مما يوقعهم في الممارسات المحرمة، وربما الشاذة، وقد يوقعهم في حبائل بعض الانحراف.فالمسؤولية مشتركة، وذلك لأن الثقافة الجنسيةقد يختلف من مجتمع لاخر بسبب وجود الضوابط والأنظمة المختلفة،ونمط الحياة ،وهي ليست معلومة مجردة يكتسبها الفرد بل هي نمط حياة يعيشها والأسلم والأفضل بأن يشارك الوالدان معا في التثقيف حتى يكون الآباء وحدة واحدة وأن نحقق ثقافة الأسرة السليمة كي نصل الى الوقاية والعلاج السليم.