الجمعة، 3 أغسطس 2012

الحاجات الزوجية واثرها ..


الحاجات الزوجية واثرها ..

من المسلم به ان لدى الزوجين حاجات مشتركة وان هذه الحاجات  هي قوام الحياة بينهما . اذ  هي التي تشكل نقاط الاتصال المشتركة بينهما .

وهذه الحاجات المشتركة وان تباينت طرق اشباعها لدى الزوجين الا انها تبقى هي المحرك الاول   للحياة .

ويبدو ان هذه الحاجات تنمو وتتطور بنمو عمر الحياة الزوجية .

كما انها لا تبدو دفعية الظهور  بل هي ترتبية  في ظهورها الى حد ما .

وقد يختلف عمر بروزها من زوجين لاخر وربما اختلف كذلك ترتب بروزها .

ويتوقف استمرار واستقرار الحياة الزوجية على مدى اشباع هذه الحاجات. بل ان بروز المشاكل في الحياة الزوجية  وطبيعة هذه المشاكل تتوقف على هذه الحاجات ومقدار تلبيتها من الزوج لزوجه والعكس .

واعتقد كذلك ان حجم  الحاجة ومقدارها مختلف من زوج لاخر .

ثم ان طبيعة وبيئة الاسرة  لها دور في تحديد حجم هذه الاحتياجات وذلك يرجع لعدد من الاسباب ابرزها العادات والتقاليد السائدة في كل بيئة وذلك المجتمع.

وتترتب هذه الحاجات في مجتمعنا كما اعتقد على النحو التالي :

اولا : الحاجة للجنس

تبرز هذه الحاجة كاول الحاجات بين الزوجين في سنوات الزواج الثلاث الاولى . وكلما كانت تلبية هذا الاحتياج بشكل افضل لطرف ساهم في اسعاد الطرف الاخر .

وتبرز المشاكل المتعلقة بهذه الحاجة في السنوات الثلاث الاولى مثل الشكوى من عدم الاشباع الجنسي او عدد مرات ممارسة الجنس او الروتين والبرود وغيرها .

ثانيا : الحاجة للاستقلال

مع بداية الرشد العقلي في حياة الفرد تبرز حاجته للاستقلال وتستمر هذه الحاجة طوال حياة الفرد .

إلا ان الفرد قد لا يعاني من مشاكل متعلقة بحاجته للاستقلال بمثل تلك المشاكل التي تبرز في السنوات الخمس الاولى من حياته الزوجية .

وهو في هذه المرحلة مطالب بالاستقال عن عائلته الاولى من شريك حياته

أي ان كلا الزوجين يطالب الاخر ان يستقل عن تبيعيته لاسرته .

وهناك عدد من العوامل التي تمنع  من  تؤخر  استقلال الزوج  مثل العيش المشترك مع الاسرة وعدم الاستقلال المادي لزوج وكون الزوج او الزوجة الابن الوحيد لاسرته وطبيعة التربية .

واهم المشاكل التي تبرز بسبب هذه الحاجة هي تدخل الاهل في حياة الزوجين ومحاكاة احد الزوجين لاسرته في التصرفات والسلوك .

ثالثا: الحاجة الى الارتباط

على الرغم ممن مطالبة كلا من الزوجين لبعضهما بالاستقلال عن الاهل او الاصدقاء تبرز بطولها حاجة كلا منهما للارتباط بالاخر . ونعني بالارتباط هنا حاجة كلا من الزوجين لاتخاذ قرار مشترك مرضي عنه من كليهما تجاه المواقف الحياتية المشتركة هذا من جهة ومن جهة اخرى فالارتباط هو الشعور بحاجة كل طرف للاخر بحيث يصبح وجوده في حياته مؤثر ومهم .

وقد تبرز الحاجة للارتباط لدى الزوجة اكثر منها لدى الزوج في مجتمعنا ذلك لان لان عدد دوائر الارتباط لدى الرجل في مجتمعنا في الغالب اكثر من مثلها لدى المرأة . ولان شدة ارتباط الفرد بواحدة من هذه الدوائر يؤثر على شدة الارتباط ببقية  .

ولعل ابرز دوائر الارتباط هي دائرة الزوجة اولا ثم دائرة الاهل والاسرة ودائرة العمل ودائرة الاصدقاء ثم الدائرة العامة وهي دائرة المجتمع .

وتظهر بسبب الارتباط العديد من المشاكل ابرزها في اعتقادي مشكلة الغيرة . سواء كانت الغيرة العاطفية من الاهل والاصدقاء او غيرة النجاح من العمل او الغيرة بسبب كثرة الخروج بسبب المشاغل الاجتماعية  وغيرها .

رابعا / الحاجة للفهم المشترك :

تبدو حاجة الزوج لفهم زوجته والعكس كواحدة من أهم إن لم نقل اهم الحاجات اذ عليها تدور رحى الحياة الزوجية .

والفهم يتطلب معرفة كلا الزوجين للاختلافات الجسدية والعقلية والعاطفية لكلا منهما . وبمعرفة هذه الاختلافات وتوظيفها عمليا يكون مقدار الفهم .

والفهم مهارة اكثر منه معلومة فلا يكفي ابدا ان يعرف الزوج الاختلافات الجسدية او العقلية والعاطفية بينه وبين الزوجة بل المهارة في توظيفه لهذه المعرفة بشكل عملي وهو ما ندعوه بالفهم .

وعدم الفهم تنشأ منه اخطر المشاكل بين الزوجين وهي االطلاق العاطفي والذي بدوره قد يتسبب في العديد من المشاكل الاخرى كالخيانة الزوجية والاهمال الزوجي وغيرها .

سادسا/ الحاجة للاستقرار والامان :

يوفر الانجاب وامتلاك السكن والدخل المادي العوامل المادية للاستقرار والامان

ويوفر الرضا والقبول والتنازل والحب العوامل المعنوية للامان والاستقرار.

وتظهر بسبب هذه الحاجة عدد من المشاكل مثل السفر المفرد واهمال مطالب البيت وترك مسؤلية ادارة البيت على طرف والاختلاف على الاولاد والصرف عليهم .

سابعا/الحاجة الى التضحية

التضحية هي اقوى الادوات المعبرة عن الحب والمودة بين الزوجين فإذا بذلها احد الزوجين للاخر فهو قد بلغ قمة هرم الحب .

والتضحية معنوية كانت او مادية تقاس بمدى شعور الرضى الذي تتركه لدى المضحى من اجله وليسى بالقيمة التي يعتقدها المضحي لتضحيته .

فمثلا قد تعتبر وتعد الزوجة تحملها لزوجها المريض وقيامها بخدمته تضحية منها لهذا الزوج . إلا ان الزوج قد لا يحسب هذا تضحية ويعد هذا بانه خيارها الوحيد .

باعتقادي ان التضحية هو دور او عمل مادي او معنوي يشعر احد الزوجين بتأثيره من الاخر على ان يكون هذا الدور او العمل اختياري وليسى واجبا شرعيا او عرفا اجتماعيا .

اما اذا كان واجبا شرعي كنفقة الزوجة الواجبه على زوجها او عرفا اجتماعي كخدمة الزوجة لزوجها فلا يعد بحال انه تضحية .

ونسجل هنا بعض المشاكل التي تبرز بسبب الانانية والتي هي ضد التضحية كأستئثار الزوج بحياة خاصة عن الزوجة ومثل تفرد الزوجة بدخلها المادي .

حبيب الشومري

15/9/1433هـ