الثلاثاء، 11 مايو 2010

هذياااان

متى بدأ جنوني بك؟
يحدث أن أبحث عن ذلك التاريخ وأتساءل ترى أفي ذلك اليوم الذي رأيتك ..
فيه لأول مرة؟ أم في ذلك اليوم الذي انفردت بك فيه لأول مرّة؟ أم في ذلك
اليوم الذي قرأتك فيه لأول مرة؟
أم ترى يوم وقفت فيه بعد عمر من الغربة، لأرسم فيه قصيدتي
فيك لاول مرة ?
ترى يوم ضحكتِ أم يوم بكيت
أم عندما صمتِّ ..أم عندما تحدَّثتِ
أم لحظة توھَّمت أنك زوجتي؟ ..أعندما أصبحتِ حبيبتي
.أيّ امرأة فيك ھي التي أوقعتني؟
فقد كنت شبيھة بتلك الدمية الروسية الخشبية التي تخفي داخلھا دمية أخرى
وھذه تخفي دمية أصغر، وھكذا .
تكون سبع دمى داخل واحدة.كنت معك في دھشة دائمة
كنت كلّ مرة أفاجأ بامرأة أخرى داخلك
وإذا بي محاط بأكثر من امرأة، يتناوبن عليّ في حضورك وفي غيابك،
ملامح كل النساءفأقع في حبّھن جميعاً
أكان يمكن لي إذن أن أحبّك بطريقة واحدة؟
كنت مدينة ..لم تكوني امرأة
مدينة بنساء متناقضات مختلفات في أعمارھنَّ وفي ملامحھن؛ في ثيابھنَّ .
وفي عطرھنَّ؛ في خجلھنَّ وفي جرأتھنَّ نساء من قبل جيل أمي إلى أيامك أنتِ
نساء كلھن أنتِ
بعدما ابتلعتني كما تبتلع المدن المغلقة أولادھا .عرفت ذلك بعد فوات الأوان

..كنت أشھد تحولك التدريجي إلى مدينة تسكنني منذ الأزل
كنت أشھد تغيرك المفاجئ، وأنت تأخذين يوماً بعد يوم ملامح قلبي
تلبسين تضاريسھا روحي، تسكنين كھوفھا وذاكرتھا ومغاراتھا السرية، تزورين
أفاكاري، تتعطرين ببخوري، ترتدين ذكرياتي في لون احمر
تمشين وتعودين على جروحي، فأكاد أسمع وقع خلخالك الذھبي يرنّ في كھوف الذاكرة
أكاد ألمح آثار الحناء على كعب قدميك المھيأتين للأعياد
على الطريقة "إغراء"كنت ألفظ الغاء(غ) .وكنت أنا أستعيد لھجتي القديمة معك
كما لم يعد الرجال ينادون النساء في شوارعي "يالا"كنت أناديك مدلّلاً
بذلك النداء الذي ورثته ذكرياتي دون غيرھا، "يا ..."كنت أناديك بحنين
.عن أهل الحب عبرالعصور
وكنت عندما يجرّدني عشقك من سلاحي الأخير، أعترف لك مھزوماً
"! ..أشتهيك"على طريقة عشاقنا
والتي اختصروھا منذ زمان لتخفي "أشتھيك"تلك الكلمة التي كان أصلھا
ومعناھا الأصلي الحب بلا حدود ، وتتحول إلى كلمة ودّ لا غير

تعلّمت أنه ( لا )يمكن أن نتصالح مع كل الأشخاص الذين يسكنوننا، وأنه لا بد
أن نضّحي بأحدھم ليعيش الآخروأمام ھذا الاختبار فقط نكتشف طينتنا الأولى،
لأننا ..ننحاز تلقائياً إلى ما نعتقد أنه الأھم..قد لا تقنعك أسبابي ولكنني
أكره الجلوس على القمم التي يسھل السقوط منھا....وأنتِ قمة عشقي ...فكيف لي ان
أبقيك
وابقى متربعا فوقها ...

هناك تعليقان (2):

  1. أقرأ كلماتك ويعتريني إستغراب
    كيف تكن لها كل هذا الحب وتنزل عن قمتها الأنثويه
    إنه زمن لايرحم لا حبيب ولا عاشق
    إذا كان هذا من خط قلمك ونبض قلبك فأنت عاشق لايستحق معشوقته , فهنيئا لها البعد عن نبض قلب لايعرف قيمة هذا الأرتباط الأبدي الذي جعله أرتباط وقتي ولم يفكر حتى في التبعات التي ستكون نتيجة هذا العمل الا إنساني
    (دمعة يتيم تطفيء نار الظلم الدفين )
    هنيئا لك القمم التي يصعب النزول منها إلى الأبد

    ...ذلني عشقي ...

    ردحذف
  2. كان لابد من الغرق فيه اكثر وكان الاجدر عدم السقوط لان التضحيه وارده
    اجمل شي عجبني هنا هذا المقطع
    تعلّمت أنه ( لا )يمكن أن نتصالح مع كل الأشخاص الذين يسكنوننا، وأنه لا بد
    أن نضّحي بأحدھم ليعيش الآخروأمام ھذا الاختبار فقط نكتشف طينتنا الأولى،
    لأننا ..ننحاز تلقائياً إلى ما نعتقد أنه الأھم..قد لا تقنعك أسبابي ولكنني
    أكره الجلوس على القمم التي يسھل السقوط منھا....وأنتِ قمة عشقي ...فكيف لي ان
    أبقيك
    وابقى متربعا فوقها ...

    ردحذف